موقع ArabiaWeather.com- يحتفل العالم في الأول من أيار من كل عام ومنذ مايقارب الـ مئة عام بيوم العمال العالمي، الذي يعود أصل الاحتفال به إلى عمال صناعة الملابس والأحذية والأثاث إضافة إلى عمال المناجم في فيلادلفيا والذين شكلوا عام 1869 منظمة «فرسان العمل» كتنظيم نقابي، يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
وجاء الأول من أيار عام 1886، ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية خلال يوم واحد في تاريخ أمريكا؛ حيث وصل عدد ما أعلن عنها في ذلك اليوم نحو خمسة آلاف إضراب شارك فيها 340 ألف عامل في مدينة شيكاغو التي قادت الاحتجاجات. وكان الشعار المطلبي المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات".
وتجمع عمال شركة «ماكور ميسك للآلآت الزراعية» المضربين عن العمل منذ شهور؛ بسبب تخفيض الأجور، أمام المصنع بتاريخ 3 أيار من نفس العام، وقام أحد القيادات العمالية البارزة "أوجست سبانيز" خلال التجمع بإلقاء خطاب وأثناء ذلك اندسّ عدد من عملاء صاحب المصنع واشتبكوا بعنف مع العمال. لكن، سرعان ما تدخلت قوات الشرطة وقتل أحد العمال المضربين.
وقد أثار مقتل العامل غضب العمال الذين عقدوا في 4 أيار مؤتمراً في ميدان عام بالمدينة؛ للاحتجاج على وحشية الشرطة، فبدأ المؤتمر بحضور نحو 1300 عامل، وعندما أعلن الزعيم العمالي، صمويل فيلدن اختتام الاجتماع، اقتحمت قوات الشرطة المؤتمر وبدأت بفضّه، وسرعان ما تحول الوضع إلى مواجهات دامية بين العمال والشرطة. ووسط الفوضى انفجرت قنبلة، أدت لمقتل أربعة عمال، وإصابة 100 آخرين ومقتل 7 من رجال الشرطة.
ولم تقف حركة قمع الحركة العمالية خلال تلك الفترة على مقتل العمال في شيكاغو، بل تعرض العمال لحملة قمعية غير مسبوقة من قبل الشرطة وأصحاب العمل، تضمنت مداهمة البيوت والتفتيش وحملات اعتقال واسعة النطاق، أسفرت عن إلقاء القبض على ثمانية من القادة العماليين.
وتمت محاكمة القادة العماليين بصورة عاجلة، حيث أصدر القاضي الذي كان رئيساً لإدارة شركة الصلب الأمريكية التي شارك عامليها في إضرابات الأول من مايو، حكماً بالإعدام على القيادات الثمانية، نفذ في أربعة منهم بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1887.
وعندما تقاعد مدير الشرطة بعد مرور 11 عاماً من الحادثة، أصيب بالمرض فتحرك ضميره ليعترف بالحقيقة التالية: "إن الشرطة هي من دفعت أحد أفرادها لرمي القنبلة، وأنه -أي مدير الشرطة- لفق التهمة للعمال".
وهز اعتراف مدير الشرطة الرأي العام في جميع الولايات المتحدة، الذي طالب بإعادة المحاكمة وثبتت براءة العمال. وبذلك تقرر اعتبار الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال، تخليداً لهذه الذكرى ومناسبة لطرح مطالب العمال على الأنظمة الحاكمة.