حيوان الأسفنج من المخلوقات البحرية الهامة للبيئة كما إنه مصدراً هاماً لمادة هامة للمناعة والأدوية المضادة لأمراض مختلفة ويحتوي على مواد فعالة ضد السرطان و يستطيع ترشيح مياه البحر من المواد شديدة السمية، تعد الإسفنجيات من أكثر الكائنات المفضلة لدى باحثي الطب والعقاقير الطبية لما لها من قدرات متنوعة ومذهلة في بعض الأحيان، ويرى البروفيسور فيرنر موللر من جامعة ينوهانيس جوتنبرج بمدينة ماينس الألمانية إن الإسفنجيات تنتمي للكائنات البحرية الأكثر إحتواء على مصادر غنية بالمواد البيولوجية التي تدخل في صناعة الأدوية.
يؤكد موللر إن الإسفنجيات أثبتت إنها مستودع حقيقي للعقاقير المضادة للسرطان كما أشار موللر إلى إن الخبراء إستطاعوا تطوير مستخلصات طبية مضادة لفطريات الهيربس من الإسفنجيات ، كما أصبحت الإسفنجيات تُستخدم في تقنيات النانو وعلوم المواد والتي تهدف لدراسة خصائص المواد وتطبيقاتها وتدخل هذه الكائنات البحرية أيضاً في العديد من الصناعات منها الطبية مثل العظام الصناعية وحشو الأسنان ومنها البحرية مثل الدهانات الواقية للسفن وموصلات الضوء وغيرها من الصناعات الكثيرة ويجب ألا نغفل هنا حقيقة إن الإسفنجيات كائن حي شديد المناعة والحصانة فهي عنيدة أمام السموم حسب أندرياس كونسمان من مركز الأبحاث البحرية في بريمن شمال ألمانيا والذي يؤكد إن أي شعاب مرجانية أو طحالب أو أسماك تجرؤ على الإقتراب من الإسفنجيات تقابَل بدفاع كيميائي شديد الضراوة من قِبَل الإسفنجيات ويوضح كونسمان إن الإسفنجيات ليست هي التي تكون هذه السموم بنفسها بل تختزن البكتريا التي تستطيع بناء هذه السموم وعلى ذلك فإن هذه الحيوانات البحرية مازالت تمتلك حسب موللر الكثير من القدرات التي يمكن إستغلالها في عالم الطب.
تعد الإسفنجيات من أقدم الحيوانات على وجه الأرض وتمتلك قدرات فائقة على البقاء فهي تستطيع أن تعيش تحت طبقات ثلجية وتستطيع أن تعيش أثناء الجفاف في المناطق المدارية، كما يشير موللر إلى إن هذه الكائنات البحرية إستطاعت عبر نحو 800 مليون عام من تطورها الطبيعي أن تتسلح بالكثير من المواد الفعالة التي تسخرها لبقائها، ويُذكر إن الإسفنجيات تقوم في البحار والمواني بدور عمال النظافة حيث يستطيع أحد الأنسجة الإسفنجية ترشيح أكثر من طن ماء يومياً ولاتستطيع المواد الضارة العالقة في هذه المياه أن تمس الإسفنجيات بسوء فهي قادرة على سبيل المثال على إمتصاص كميات من الزئبق أكثر 1000 مرة مما يوجد في محيطها دون أن تُصاب بالتلوث حسبما أوضح موللر أي إنها هامة جداً للبيئة المحيطة بها أيضاً.